قالت احداهن ..
ان ابي وامي قادمان لزيارتي من ولاية بعيدة تبعد (600) كم من واشنطن .. وهما يرغبان في التعرف عليك !!
قلت ..
ولماذا يرغبان في ذلك .. يعني .. كيف تولدت هذه الرغبة لديهما ؟
قالت ... لأني حدثتهما عنك كثيرا !!
وع فكرة .. هذه احدى صفات الأمريكيين .. يحفلون بكل شئ جديد لديهم .. بمعنى ان تتعرف الفتاة .. او الفتى ..على شخص غير امريكي يعتبر هذا بالنسبة لهم حدث غير عادي ... وليسوا مثلنا .. نعاشر جميع اجناس الأرض ولا يؤثر هذا في حياتنا بشئ !!
الامريكي يا سادة .. عندما يلتقي بشخص غريب .. فانه يحتفظ باسمه .. وتاريخ مقابلته له .. والحوار الذي دار بينهما .. فهما يسجلون كل شئ .. ويحتفظون بتوثيق ذلكم الحدث ( بالصور) حتى يدونونه في عند كتابة مذكراتهم !!
كذلك هم يفتخرون بمثل هذا النوع من الصداقات .. لأن هذا في نظر مجتمعهم يدل على ذكاء الشخص اجتماعيا .. ولباقته ونجاح علاقاته !!
قالت ..
ما رأيك ان تحضر لتناول طعام العشاء معناا !!
فرحت بهذه الدعوة .. خصوصا وانني سأستشعر الروح العائليه .. وأغير من اكل المطاعم ..
وبالمناسبة .. فأكل الأمريكان ومطاعمهم جميعها ... من مشتقات (( البرجر)) سواء كانت افطارا .. ام غداء ام عشاء .. او من مشتقات البيتزا !!
ومشكلة هذه المطاعم .. ان الخنزير مكون اساسي في اعداد مثل هذه الوجبات ... فمن حاول ان يتحاشاه بعدم تناول جميع انواع اللحوم .. والاعتماد على (( الدجاج)) فربما لا يسلم من شحومه التي تستخدم لأغراض الدهن .. والقلي ..الخ .
بل من العجائب .. انني وجدت انه حتى البسكويت ... عليه من دهون الخنزير مالله به عليم .... ولهذا فالأكل النقي الخالي من الخنزير بكافة (( مسمياته)) التي لا حصر لها .... يعتبر صعب للغاية !!
المهم ..
اشترطت على مضيفتي الا تستخدم الخنزير ومشتقاته .. وأفهمتها انني جائع جدا .. وسآكل الطبق كاملا قبل ان تمتد اليه ايديهم !!
ذهبت عل موعد العشاء .. وجدت الضيوف قد وصلوا للتو .... كانا في اواخر الخمسينات من العمر .. تجاذبنا انواع الحديث .. واعطيتهم مما اعطاني الله .. حيث ان الامريكان ما يفهمون في بكش اهل جده !!
قلت لهما من ضمن حديثي .. انتما اعظم ابوين في هذا العالم .... هل تعلمون لماذا ؟؟
قالا .... لماذا ؟
قلت .... لأنكما اهديتما للحياة هذه الجوهرة الثمينة (( ابنتكما)) .. هذه الطف .. واجمل .. و..احلى ..واذكى .. من شاهدت في امريكا !!
فرحا .. بهذه الشهادة فرح عظيم .... وهو بلا شك شعور أي مواطن .. يحس انه قدم للحياة شئ ثمين !!
اخذنا في الحديث منحى اخر ..
قالت لي الأم .. انا ابلغ من العمر ( 57) عاما .. بقي لي ثلاث سنوات عن التقاعد .. انا قلقه بشأن مستقبلي .. اخشى ان يلم بي ظرف ( صحي) يمنعني عن مواصلة الثلاث سنوات الباقية .. فيؤثر على تقاعدي .. واروح في خبر كان (( والحديث لها) !!
سألتني مباشرة ......... ماذا تشتغل أمك ؟
قلت .. أمي لا تشتغل !!
قالت كيف يحصل هذا ... وكيف تعيش اذن ... وماذا تفعل ؟؟
قلت لا شئ .... تستيقظ عند العاشرة صباحا .. تجد الشغالة قد نظفت المنزل .. واعددت لها الأفطار .. تفطر وتنبسط .. ومتكيه عند المكيف حتى يعود افراد المنزل من اعمالهم ومدارسهم !!
قالت .......... هل انتم من العائلة المالكة !!
قلت .... حاشا وكلا ..... نحن من اوسط طبقات الشعب !!
قالت لا .... لستم كذلك ... المرأة التي تتحدث عنها .. والحياة التي وصفتها قبل قليل .. هذه حياة (( الأمراء))) !!
قلت .... صدقيني .. هذا هو نمط حياة غالبية المجتمع السعودي !!
قالت ... لا اصدق هذا ..... هل تعلم انني اعمل منذ ان بلغت السابعة عشرة الى اليوم .... ولو توقفت عن العمل لتوقفت حياتي .. ولمت جوعا !!
قلت وزوجك .. الن يعتني بك !!
قالا بصوت واحد ((( نو))) !!
قالت .. سمعنا ان المرأة عندكم مظلومه ... !!
قالت .... الظالم من وصفها بالمظلومه !! بل هي معززه مكرمه .. تعيش كما قلتي انتي ووصفتي (( حياة الأميرات)) !!!
.
.
.
.
.
.
وحضر العشاء .. كانت السفرة مبكية .. تذكرت المفطحات .. كادت ان تذرف عيني على الأنعام الجميلة وزمانها الذي ولى .. تأملت العشاء .. ويا حسرة على العشاء .. انه شرائح (( استيك)) لحم بقري .. اجزم ان البساس ( القطط)) عندنا لا تستطيع ان تأكله !!
سألتني مضيفتي الحسناء .. ما رأيك في الأكل ..؟
قلت لم أذق مثله طعاما قط !! بل لم اكن اعلم انك تملكين ايضا موهبة الطبخ بهذه الطريقة البروفيشنال !!
اكلت ما اعانني الله على (( بلعه)) من العشاء .. ثم قام كل واحد منهم واخذ صحنه بيده ليغسله .. فاستحيت منهم .. فأخذت صحني بيدي ولحقت بهم ...!!
وللحديث بقية ....