بســـــــــــــــم اللــــــــــــــــــه
السلام عليـــــــــــــــــــــــكم
الــــفـنــــان الــــــراحـــــل
خــــــــــــــــــــــــــالـــــــــــد النفيــــــــــــســــــــــــــــي
بـــو صــــــالـــــــح
رحمـــــــــه اللــــــــــــه
الفنان القدير خالد النفيسي من الرواد الاوائل وأحد مؤسسي المسرح في الكويت نجح في ان تكون له مكانة بارزة على خارطة الفن العربي الذي خسر واحدا من ألمع نجومه.. وفي هذه المناسبة الاليمة بعد رحيل النفيسي نحاول ان نستذكر تاريخه الطويل في لقطات ومحطات فمشواره الفني اكبر وأعمق من ان يحصى عبر ريبورتاج صحافي.
نشأته وتدرجه الوظيفي
اسمه الرباعي خالد صالح النفيسي المطيري ولد في الكويت عام 1937 عاش طفولة عادية في كنف والديه والتحق بمدرسة الاحمدية وكان يهوى لعب كرة القدم ويعشقها. التحق بفريق الكشافة بالمعسكر بالفنيطيس وكان معه المرحوم محمد النشمي وقدما معا تمثيلية آنذاك وأعادا تقديمها عام 1957 في مدرسة الصديق وكانت تحمل عنوان ضاع الأمل.. وجمع الراحل النفيسي بين الرياضة والفن فإلى جانب كرة القدم كان يعشق ايضا هواية لعب الاسكواش عندما كان في المرحلة الثانوية وأصبح عضوا في نادي الكويت الرياضي.
وعلى الرغم من انه كان يكره الوظيفة ويحب حياة الحرية والانطلاق الا انه تحمل المسؤولية في عمر مبكر من حياته فالتحق بوظيفة وهو في السادسة عشرة من عمره في ميناء الشويخ وتم تعيينه بعد ذلك موظفا في صندوق الجمارك الا انه لم يستمر طويلا وانتقل الى العمل في املاك الدولة ومنها الى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ليستقر بعد ذلك في وزارة الاعلام وكان آخر منصب وظيفي شغله الراحل عندما تولى ادارة مسرح كيفان حتى تقاعد.
بداياته الفنية
كما عشق النفيسي الرياضة عشق الفن فكانت بدايته الفنية من خلال المسرح المدرسي عام 1953 حيث قدم تجارب بسيطة ثم قام بتقديم محاولات اخرى مع فرقة المسرح الشعبي عام 1956 والتي قضى بها عامين حيث قدم ضاع الأمل، وهي من تأليف واخراج الراحل محمد النشمي وعرضت على مسرح مدرسة الصديق وشاركه البطولة وقتها د.صالح العجيري وعقاب الخطيب وسعد القطامي.
وابتعد النفيسي عن المسرح عدة سنوات ليعود من جديد مع فرقة المسرح العربي عام 1961 وكان ضمن الاعضاء العشرة الذين اسسوها كما شارك في اول مجلس ادارة في 1964/6/15 مع النجوم سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وحسين صالح الدوسري وغانم الصالح.
واستمر في مجلس الادارة حتى عام 1969 تولى خلالها رئاسة الفرقة لمدة عامين خلال (1968ـ67) وظل عضوا بالفرقة حتى الثاني من اغسطس عام .1978
عودة للمسرح مع فرقة المسرح العربي
خلال السنوات الطويلة التي قضاها الراحل النفيسي مع فرقة المسرح العربي قدم عددا كبيرا من المسرحيات منها »صقر قريش« تأليف محمود تيمور واخراج زكي طليمات وقدم فيها دور ابوالرماح مع عدد من نجوم الفرقة منهم مريم الصالح ومريم الغضبان وعبدالحسين عبدالرضا وعبدالرحمن الضويحي وغانم الصالح وعبدالله خريبط وقد عرضت هذه المسرحية في الثامن من فبراير عام 1962 على مسرح ثانوية الشويخ وكان عمله الثاني هو مسرحية »فاتها القطار« وقدم فيه دور مندوب شركة التأمين وشاركه البطولة عبدالرحمن الضويحي وعرضت في التاسع من يونيو عام 1962 على مسرح كيفان وهي من تأليف توفيق الحكيم واخراج زكي طليمات، وتأتي مسرحيته الثالثة »ابن جلا« من تأليف محمود تيمور واخراج زكي طليمات وعرضت في 20 ديسمبر عام 1962 على مسرح ثانوية الشويخ وكان معه جعفر المؤمن وعلي البريكي ومحمد جابر وسعد الفرج وقدمت باللغة العربية وشارك بعد ذلك في مسرحية »مضحك الخليفة« في دور ابودولامة وعرضت في 1963/11/20 تأليف علي احمد باكثير واخراج زكي طليمات وشاركه البطولة جوهر سالم وجعفر المؤمن وغانم الصالح وغيرهم وقدمت على خشبة مسرح كيفان وتوالت اعمال الراحل الكبير مع فرقة المسرح العربي فقدم »عشت وشفت« تأليف سعد الفرج واخراج حسين الصالح وعرضت في 1964/12/20 ومسرحية »اغنم زمانك« تأليف عبدالحسين عبدالرضا واخراج حسين الصالح وعرضت على كيفان في الثالث من يونيو عام 1964، ثم »الكويت سنة 2000« تأليف سعد الفرج واخراج حسين الصالح وعرضت في 5 فبراير 1966 وشارك النفيسي في بطولتها الفنان عبدالمجيد قاسم الشهير بـ »عوعو« حيث لعب فيها دور عوعو الذي التصق به حتى الآن ثم قدم مسرحية »24 ساعة« من اعداد وحوار جعفر المؤمن وعرضت في 1967/5/13 ومسرحية »حط حيلهم بينهم« وعرضت في 4 يونيو 1968 ومسرحية »من سبق لبق« والتي مثلت الكويت في مهرجان دمشق للفنون المسرحية في دورته الاولى على خشبة مسرح صالة الحمراء.
النفيسي في التلفزيون
بدأت أعماله التلفزيونية من خلال عمل تلفزيوني بعنوان (1+1=1) مع رفيق دربه عبدالحسين عبدالرضا ليقدم باقة من أجمل الأعمال الدرامية التي لا يزال صداها مدويا حتى الآن مثل درب الزلق الوريث، خالتي قماشة، محكمة الفريج، الى ابي وامي مع التحية ، ابن العطار، ابلة منيرة، ومجموعة من السهرات، منها على سبيل المثال لا الحصر، الرماد، منتهى الصمت كارت أحمر، وفي السنوات الأخيرة قدم السرايات عام 2000 ثم خالتي وعمتي، الشريب بزة، بريق المال، وكانت آخر اعماله التلفزيونية في رمضان الماضي من خلال فريج صويلح مع الفنان عبدالعزيز المسلم ومسلسل »عديل الروح« مع الكاتبة فجر السعيد.
النفيسي في السينما والمسرح الغنائي
شارك الراحل خالد النفيسي في مجموعة من الأعمال المسرحية الغنائية مثل اوبريت المطرب القديم مع الفنانة سعاد عبدالله كما قام ببطولة الفيلم السينمائي الكويتي»الصمت« حوار وسيناريو عبدالرحمن الضويحي واخراج هاشم محمد مع كوكبة من النجوم كما قدم مع المسرح الخاص العديد من الاعمال منها، ممثل الشعب، حامي الديار، مضارب بني نفط، حرم معالي الوزير، دقت الساعة، بيت بوصالح ، هذا سيفوه، جنون البشر، منطرون بنطرون.
الجوائز والتكريمات
حصد الراحل الكبير مجموعة كبيرة من الجوائز والتكريمات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر جائزة ذهبية عن دوره في مسرحية حرم سعادة الوزير وشهادة تقدير لتميزه كفنان مسرحي في الاحتفال بيوم21 فبراير1980 في يوم المسرح العربي لتكريم الفنان المسرحي كما حصد جائزة فنان المسرح الاول في يوم المسرح العربي لتكريم الفنان العربي 1977
المشهد الأخير
بعد كل هذا النجاح والتألق عانى الفنان الراحل في العامين الأخيرين من بعض المتاعب الصحية وأجرى العام الماضي عملية في الولايات المتحدة الأمريكية في لسانه وهي التي جعلت هناك صعوبة في نطق الكلمات الى حد ما لكن الابتسامة ابدا لم تكن تغيب عن وجه بوصالح ويسعى لنشرها بين جميع اصدقائه، وسافر النفيسي الى المغرب ولم نكن نعلم انه يقوم برحلته الأخيرة وهو الطائر الذي عشق السفر والترحال وتنقل ما بين لبنان والمغرب والكويت لينتهي المشهد الاخير به في المغرب ويفجع كل أبناء الكويت والخليج والعالم العربي بوفاة هذا الرائد الذي أثرى الحياة الفنية وسيظل باقيا في قلوب وعقول كل الجماهير التي أحبته وعشقت فنه.
شخصيته من كلماته
حينما نحاول الاقتراب من شخصية الراحل الكبير خالد النفيسي سنكتشف انها شخصية فريدة من نوعها يجمع بين البساطة والعظمة فهو بسيط في حياته عظيم في فنه له اراء قوية يسددها دون أن يخشى لومة لائم، كلماته قد تخدش احيانا لكنها ابدا لا تجرح، يعشق فنه ويحب مهنته يتعامل معها بروح الهواية لكل من يقترب منه لا يملك الا ان يحبه وحينما نرصد اقواله نحاول رصد اسلوبه في الحياة وطريقة تفكيره وارائه الجريئة.. فهو يرى ان المجاملة تضر بالفنان ويقول: كل ممثل يريد الوصول عليه ان يخرج من دائرة المجاملة وهو لايتورع ان يتوقف عن العمل تماما طالما لا يجد الادوار التي تناسبه فيقول توقفت عن العمل اكثر من عشر سنوات حينما لم يعرض علي عمل يليق بي او يناسبني.
ـ وحول اصراره دائما على انه ممثل مسرحي وانه اتجه اخيرا للتلفزيون يقول النفيسي: نحن نعاني من عدم وجود كتاب مسرحيين متمرسين وان وجدوا فهم قلة ولا يشكلون واقعا مسرحيا من الممكن التعاطي معه.
ـ وكان الراحل يعشق السفر ويقول ان لديه بيتا في لبنان للصيف واخر في المغرب للشتاء وان السفر هوايته ولن يتخلى عنه.
الفن والسياسة والنفيسي
وكانت للراحل اراء في علاقة الفن بالسياسة او السياسة بالفن فهو يقول: المسرح لم يكن سياسيا في يوم ما انما يحمل فكرا سياسيا، فالسياسة تمس كل فرد في المجتمع ومن واجبنا نحن كممثلين ان ننقل نبض الشارع بصورة فنية.
وحول المسرح الجديد والتجارب الشبابية يقول: يجب ان نعترف ان هناك مسرحا شبابيا وهو يشابه الاغنية الشبابية وهذا المسرح له جمهوره الخاص.
كان يهاجم الرقابة
وكان دائما يهاجم الرقابة التي تقف حائلا للابداع ويطالبها بان تكون اكثر جراءة مما هي عليه ويقول ان من المؤلم ان ما تحذفه الرقابة يقال يوميا في المجالس والدواوين ويتداوله الناس بصورة علنية لكنهم يرفضون مناقشته فوق خشبة المسرح.
الخروج عن النص
وحول ظاهرة الخروج عن النص يقول: ارى انه موضة بدأت تستهوي الكثيرين وحسب رأيي فان الخروج عن النص بغير موافقة المؤلف والمخرج خطأ كبير، لكن في الوقت نفسه لا يوجد مانع من اضافة جملة تنضوي تحت مظلة النص.
ـ وحول قلة دور العرض المسرحي كان مستاء جدا من هذه القضية ويقول: هل يعلم المسؤولون عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب انه لايوجد لدينا مسرح محترم واعني المسرح كمرفق وتقنيات وسعة مكانية، هل يعلم هؤلاء المسؤولون ان مسارح الشامية وكيفان والدسمة كل منها انشىء على اساس ان يكون لاهل المنطقة التي يوجد بها المسرح، هل يعلم القائمون على المسرح في الكويت انه توجد في الرياض وقطر والامارات مرافق مسرحية على احدث طراز من ناحية السعة والتقنيات والتكنولوجيا ولو اتت اي فرقة عالمية لتعرض اعمالا فنية في الكويت فلن تجد مسرحا وهذا امر مخجل.
اعادة الاعتبار للمسرح
.. كان يرى الراحل الكبير خالد النفيسي ان اعادة الاعتبار للمسرح لابد ان تأتي عن طريق اجازة النصوص بعيدا عن الرقابة الا في اضيق الحدود وتشجيع الكتاب
**************************************
واقد أعلن عن وفاتة يوم الاثنين 27-3-2006
عن وفاة الفنان الكويتي خالد النفيسي إثر مصاعب صحية في القلب والتنفس وتعطل عمل بعض الوظائف العضوية في جسمه.
وقضى النفيسي فجر اليوم في مصحة "الرباط حسان" في العاصمة المغربية الرباط عن 73 عاماً, تاركاً وراءه الكثير من الأعمال الفنية التي ارتبطت بذاكرة الشارع الخليجي منذ العام 1957.
وكان النفيسي تعرض الى أكثر من أزمة صحية في السنوات الأخيرة استدعت خضوعه للعلاج في الكويت وانكلترا والولايات المتحدة,
وهو تعرض الى جراحة في الفم قبل نحو عامين لإستئصال ورم سرطاني, ما أثر كثيراً على قدرته في التحدث وأداء الأدوار الدرامية في المسلسلات الخليجية.
واشتهر الممثل الكويتي الراحل بأداء الكثير من الأدوار التي ما زالت عالقة في أذهان متابعي الدراما الخليجية كشخصية
"أبو صالح" في مسلسل درب الزلق بمشاركة رفاق دربه عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وعلي المفيدي
والمسلسل الاجتماعي "الى أبي وأمي مع التحية",
فضلاً عن أداء أدوار مميزة في مسرحيات "حامي الديار"
و"حرم سعادة الوزير"
و"دقت الساعة",
وفيلم "الصمت" الذي يعتبر أول عمل سينمائي خليجي تعرفه دور السينما العربية.
ودشن النفيسي حياته الفنية حين ظهر في مسرحية "ضاع الأمل" في شتاء العام 1957،
قبل أن يشق طريقه في المسرح بالمشاركة في أعمال مسرحية مهمة في بلاده كمسرحيات
"حرم سعادة الوزير"، "فاتها القطار"، "استارثوني وأنا حي"، "مضحك الخليفة"، "عشت وشفت"، "الكويت 2000", "بيت بو صالح"، "دقت الساعة"، "حامي الديار"، "من سبق لبق"، "جنون البشر". ما قاده للعب دور مهم في تأسيس ما يعرف بجمعية المسرح العربي والانتقال من المحلية الى فضاء المسارح العربية.
عشق المغرب فمات في احضانه
واختار خالد النفيسي الرحيل عن الكويت احتجاجاً على منع مسرحيتة الجريئة "دقت الساعة" من العرض في العام 1987 وقرر البقاء في المغرب التي استقر فيها رغم زياراته المتوالية الى بلاده, ولم يكن النفيسي يفكر في ترك المغرب التي عشقها وعاش طويلاً بين أهلها, وأثار تساؤلات عدة بغيابه عن الساحة الفنية في بلاده منذ ذلك الحين وعدم ظهوره في أعمال درامية باستثاء ثلاث مسلسلات قام بلعب دور البطولة فيهما خلال العامين الأخيرين. وبرر النفيسي حينها قراره بالابتعاد عن المسرح والتليفزيون بقيام السلطات الكويتية بحجب أعمال فنية جريئة قام بها.
وتم منع أربعة أعمال للفنان "خالد النفيسي" من العرض في الكويت , ماجعله يقول حينها "أسباب المنع تعود الى الخوف والهلع الذي أصبح يحاصرنا حين يأتي الحديث عن مشاكلنا أو قضايانا أو حين نتناول وننتقد عيوبا أو سلبيات في بنائنا السياسي أو الاجتماعي".
وظهر النفيسي للمرة الأخيرة على شاشة التلفاز في تشرين الاول (اكتوبر الماضي) عندما قام بدور البطولة في مسلسل "عديل الروح" الذي قامت بتأليفه الكاتبة فجر السعيد, ولم يكن الممثل الراحل يعلم أنه سيودع أنصاره بلعب دور الوزير في المسلسل الذي أثار كثيراً من ردود الفعل, ما جعل الصحف الكويتية تطلق عليه لقب "الوزير العاشق".
وشاءت الأقدار أن يرجع خالد النفيسي الى بيته في حي الرياض أحد أهم الأحياء في العاصمة المغربية الرباط قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في أحد مستشفياتها. ولم يترك وراءه أبناء بعدما عرف تجربة زوجية قصيرة لم يكتب لها النجاح في مطلع الستينات, ما جعله يمضي ما تبقى من حياته عازباً ومكتفياً بتبني طفلتين مغربيتين وتولي مهمة تربيتهما خلال فترة حياته التي قضاها في المغرب.
جثمان النفيسي سينقل الى الكويت
وقال مصدر في السفارة الكويتية اليوم أن جثمان الممثل الراحل سينقل الى الكويت لتشييع جثمانه ودفنه في مسقط رأسه, وأكد أن السفارة تبذل جهوداً لإنهاء الإجراءات اللازمة لنقل جثمان النفيسي الى الكويت مؤكداً أن الراحل أدخل الى مصحة "الرباط حسان" قبل ثلاثة أيام للعلاج من مصاعب صحية بيد أنه لم ينجح في تجاوزها.
واوضح الطبيب المغربي يوسف عطار الذي اشرف على علاج الفنان الراحل أنه "كان يعاني من مضاعفات في القلب و مشاكل في التنفس والرئة". وأضاف الطبيب عطار المتخصص في الانعاش والتخدير في تصريحات صحافية أن الراحل دخل المصحة امس الاول الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
يذكر ان وفاة الفنان خالد النفيسي حدثت بحضور السفير الكويتي لدى المملكة المغربية صلاح محمد البعيجان وزوج شقيقة الفنان الراحل
لا تنســـــوه وتنســــــــــونـــــه بالـــــدعـــــاء
وانشالله الى جنات الخلد يا ابن الكويـــــــت
تحيــــــــــأأأتــــــــــــي