[color=#0000ff]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
[size=21][color=#8b0000]تمهيدفي النسخة الأولى من هذا الموضوع تكلمنا عن ضرورة مواكبة التقدم و الوقوف
صفاً واحداً في وجه تحديات العولمة التي غزتنا أمواجها الهادرة منذ ما يقارب
عقداً مضى من الزمان و زاد من خطورة تلك الأمواج المد التكنولوجي المتدفق
و المتزايد من دقيقة الى أخرى, أيضاً تكلمنا و سردنا دلائل عديدة تؤكد صلاحية
المجتمع لقبول عدد من الأفكار التقدمية التي غابت عن حياتنا الاجتماعية في العقود
الماضية و بدأ المجتمع في التحول اليها تلقائيا مع متغيرات الزمن كما تم الاستدلال
بحوادث معينة تؤكد مباركة معظم أجهزة حكومتنا الرشيدة لهذه التوجهات الجديدة
التي يجب أن ينخرط في المجتمع بشكل سريع لكي يكون حاضراً و متيقظاً ممتلكاً
لامكانية الاختيار في الحفاظ على قيمه و تقاليده مقابل المد الجارف الذي قد لا يبقي
و لا يذر في حال خنوعنا أو تشتتنا فوحدتنا فقط هي السبيل الوحيد الذي يمكننا من
مواكبة التقدم برؤيتنا التي تخصنا و تعبر عن مفهومنا للتقدم في ظل احتفاظنا بقيمنا
التي لا نبغي الحياد عنهـا ....
و بعد أن تكلمنا عن المجتمع و اختلفنا و اتفقنا و أطلنا الحديث, جاء الدور للحديث
عن معظم أجهزة الدولة وعن دورها الذي يجب أن يكون أكثر فعالية من ذي قبل
خصوصا أن حضورها فيما سبق يكاد يكون باهتاً أو لنقل بدائيا بينما التحديات لا
يمكن مواجهتها و تجاوزها الا بالاحترافية الكاملة في وضع الاستراتيجيات وتحديد
الأهداف و السير نحوها بكل عزم و الاستفادة من تجارب دولٍ سبقتنا في مجال
التخطيط الاستراتيجي و التعامل الخلاق مع مواردها البشرية و الطبيعية و توأمتها
في صنع بيئة اجتماعية واقتصادية متكاملة ....
,
,
,
التخطيط الاستراتيجي و الاستثمار الأمثل اذن موضوعنا هذا يتكلم عن دور أجهزة الدولة ممثلة في مختلف الوزارات التي يجب
أن ترتبط بخطط منفصلة في السياسات و متقاطعة في المهام و مشتركة في الأهداف
و بما أننا عشنا ردحاً من الزمن و لا زلنا نرى أن التقدم في هذه المجالات يسير ببطء
و أن ما تحقق من الأهداف أصبح (Expired) أي أنها أي الأهداف تجددت و ابتعدت عن
التحقق بالنسبة لمستوى التخطيط الحالي ....
,
,
,
من الصعب الحديث عن جميع جوانب هذا الموضوع المتشعب و الغزير ....لذلك سأختصر
الحديث ملخصاً عن نقطة مهمة جداً و مهملة برأيي و حتى و ولو حدث و لاقت اهتماما
فلطالما كان اهتماما سلبيا لا يوجد له على أرض الواقع أي نتيجة تذكر سوى اجتهادات
فردية او استراتيجيات كتبت على الأوراق و أعدمت قبل أن يجف حبرها ...
,
,
,
رغم
نسبة التزايد السكاني العالية و الملحوظة لدينا في المملكة و التي تعد ضمن الأعلى عالميا, و رغم الحديث و التكهن عن امكانية نضوب النفط و البحوث العالمية التي دأبت و منذ القرن الماضي بالبحث عن مصادر بديلة للطاقة, و في ظل موجة التضخم التي صاحبت نكسة الأسهم بازدياد أسعار العقار و المعيشة بشكلٍ عام الا أن العامل المهمل مع كل هذه التغيرات هو ,,,,
[size=21]الاستثمار في الموارد البشريـة ....يتعاقب الوزراء ....و تختلف السياسات لتتفق على اهمال العامل البشري
المهام مجرد اجراءات روتينية اذا لم تجرى اليوم فلا مانع من اجراءها بعد شهر
حتى لو كان الثمن حياة مريض .....
الابداع مقتول و التشجيع عليه مفقود بل أن بذراته في المراحل الدراسية و التخصصات
تكود منقرضة , الاهتمام
بالتخصصات المهنية و الحرفية لدينا محدود رغم أهميتها عالميا بل أنها أحيطت و كسيت لدينا برداء الــ (Low Prestige)
و النظرة الدونية نظراً للاستغلال المفروض على أصحابها و المخصصات المالية المتدنية من رواتب و مميزات...
الاختراع لدينا محاط بشيء الخوف ...فمقدرة الشخص على اختراع شيء معين قد تعرضه للمساءلة أو قد يسرق اختراعه بلا وجه حق و لا جهة حفظ لحقوق مخترعه ...و غير
المنتجات النفطية و الاكياس البلاستيكية فالصناعة لدينا (مكانك سر) و استيراد الأشمغة و حتى الملاعق و الأقلام لا يزال بابه مفتوحاً ...و بالاضافة الى نسبة [color:7be5=#ff0000:7be5]البطالة المتزايدة لدينا في جميع المجالات فان [color:7be5=#ff0000:7be5]الانتاجية لدى العاملين تضاهي المعدلات الدنيا عالمياً , كل هذا الكسل سيورثنا ان نصبح عمالاً للمستثمر الأجنبي و قد أصبحنا أو أن نذهب للبحث عن فرص عمل مهما كانت خارج حدود البلاد رغم أننا ننافس أعتى الدول العالمية في منسوب الدخل القومي و رغم الميزانيات الهائلة التي تقرها حكومتنا الرشيدة من سنة الى أخرى الا أن نعود للوراء على كافة الأصعدة صحيا
و تعليمياً و تنموياً ....!!
.
.
.
بعد انضمام المملكة الى منظمة التجارة العالمية, فان قدوم تدفق الاستثمارات الأجنبية
سيتزايد و حقوقها ستصبح محمية أكثر من ذي قبل و ان لم تتحرك الوزارات المعنية
بالتحرك فان العامل البشري المهمل سيصبح كبش الفداء ..و سلم النجاح الآمن لهذه
الاستثمارات و بدلاً من وجودها لخدمته سيتحقق العكس و العكس فقط ..بينما يجب أن
نكون أقوى مما نحن عليه بمراحل و على كافة الأصعدة لندير هذه الاستثمارات لتبقى
هي تحت مظلتنا لا العكس و مع أن التجارب الأولية حظت بالسلبية التامة فلازلنا نأمل
و نطمح من الله أن يوجد الحلول على أيدي الأمناء من الناس الذين يجب أن يدركوا
حجم الأمانة المناطة اليهم ....
ختاماً ...يفترض بحديثنا أن يناقش كل ما هو سلبي ...و يضع الحلول للوصول الى الوضع
الايجابي ...فقد يمر أحدهم قارئا أو قد يتنامى الى مسامعه بعضا من حديثنا فنستفيد
بذلك و نفيد بلادنا و أنفسنـا و أهلينا ....هل الخلل بالوزارات أم بالخطط ...؟
هل القصور من الوزراء أم من من هم تحت الوزراء أم من الجميع ....
من أين يجب أن يبدأ الحل و الى أين يجب أن يصل ؟
هذه الأسئلة و غيرها الكثير مما لا يحضرني أو قد يغيب عن ذهني فيفطن اليه غيري
يجب أن تكون هي و اجاباتها العامل الرئيسي لتشخيص الداء و وضع الدواء في قالب
حواري بعيدأ عن الأشخاص في محاولة منا لكتابة شيء قد يكون و لو في قليلٍ
منه بعض الفائدة ..
و للجميع خالص مني خالص التحيـات ....
[/size]
[/size]